مقالة الإعلامى أحمد منصور :
فى الأنظمة الديمقراطية العريقة مؤسسات الحكم لها تقاليدها ونظامها وقواعدها ونادراً ما يأتى أحد إلى مؤسسة الرئاسة فى تلك الأنظمة دون أن يمر بمراحل أخرى عديدة داخل المؤسسة حتى يتعرف على تلك القواعد والتقاليد والأنظمة التى عادة ما توجد على مستويات أقل فى البلديات ومؤسسات الحكم الأخرى، فمعظم الرؤساء الأمريكيين على سبيل المثال بعضهم يكون عضواً فى مجلس النواب أو الشيوخ أو حاكم ولاية أو يتدرج فى مناصب حزبية تقوده إلى إدارة الدولة فى النهاية، وخلال تدرجه فى تلك المسيرة يتعرف على فريقه الذى عادة ما يكون عوناً له فى حملته الرئاسية
وكذلك فى إدارة الدولة، وفى الدول الأوروبية كذلك تجد الرئيس جاء من درجات أنظمة الحكم المختلفة، ولو نظرنا قريباً لوجدنا فى دولة مثل تركيا نفس الأمر يتكرر حيث كان رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى الحالى رئيساً لبلدية إسطنبول لمدة أربع سنوات خلال التسعينات، لكن الوضع فى الدول العربية التى قامت بها ثورات مثل مصر وليبيا وتونس يختلف إلى حد بعيد، من ثم فإن الخبرة السياسية لدى الحكام الجدد حتى لو كانوا فى المعارضة منذ عشرات السنين لا تكفى لإدارة الدول، لأن إدارة الدول فن وعلم له قواعده وأصوله، واحتراف السياسة يحتاج إلى صقل وإلى تدريب، لأنه لا يكفى على الإطلاق أن يكون الإنسان محترفاً من الناحية المهنية حتى يمارس واقع السياسة والإدارة فى أنظمة الحكم والدول وقصور الرئاسة، لذلك فإن الذين يتركون بصماتهم السياسية خلال سنوات حكمهم هم القلة من الحكام،