lundi 22 octobre 2012

وجه النهضة


يحلو للبعض الحديث عن صحوة إسلامية في تونس. والقول برأيي خطأ. فتونس لم تنم عن إسلامها أبدا. بل أرجّح القول عن حراك ديني غريب عن تاريخ التوانسة، المسلمين جلهم، المتآلفين على مذهب غالب... وعلى مدى تاريخنا الحديث لم تُعرف صراعات في تونس ذات طابع ديني، حتى طلعت علينا حركة الاتجاه الاسلامي السلفية وزعيمها راشد الغنوشي، وفعلت الأفاعيل ليس لترسيخ الدين أو تقريبه من الناس وتقريب الناس منه أو تحسين وعيهم الديني وأدائهم في العبادات. وإنما لتكفير من لا يرى رأيهم ولإقامة الدولة الدينية بالحيلة والمخاتلة... 

اسم حركة النهضة اسم تنكري لتغطية وجه الحركة السلفي الذي ينكشف قبحه تدريجيا: بتصريحات الجبالي رئيس الحكومة حول الخلافة السادسة، وبتصريحات شورو نائب النهضة تحت قبة المجلس التأسيسي بإقامة حدّ قطع الأيدي والأرجل على المعنصمين المحرومين، واعتبارهم المفسدين في الأرض، وبتصريحات الغنوشي الذي اعتبر فيه التونسيين الذين ليسوا معه هم علمانيين ضد الإسلام وضده.  وينكشف وجه النهضة القبيح أيضا بممارساتها في الاستئثار بالسلطة والقرار دونا عن شريكيها في الترويكا وفي تقويض أسس البناء الديمقراطي: بنهضنة مفاصل الدولة واستهداف حيادية الأمن والجيش وعرقلة استقلال القضاء والإعلام وبقية المؤسسات، وبتشريع العنف السياسي على خصومها بدعوى قطع الطريق على الفاسدين وأزلام النظام السابق، والحال أن حكومة النهضة  تعتمد على كوادر النظام السابق من التجمعيين في مناصب حساسة، وزارية وحكومية، واقتصادية هامة... 

بصراحة حزب النهضة الذي تأكد- بالعمل والقول- انعدام كفاءة كوادره وفشلهم في إدارة البلاد وتأكّد إيغاله في الشمولية والإقصاء،  قد أدخل البلبلة على البلاد والعباد. وخلاصة القول، أن تونس ليست بحاجة إلى أحزاب دينية  أو إسلامية، فالإسلام مقامه محفوظ في صدور التونسيين جميعا. وحفظ الأوراد وكتب الفقه لا تصنع السياسي الناجح وقد أثبتت حكومة النهضة بالتجربة ذلك، فقد ازداد تحت حكمها الوضع الاقتصادي سوءا، وانتشرت الفرقة بين الناس، وعمّ الخوف في الحاضر ومن المستقبل...  بل هي في حاجة إلى أحزاب مدنية وطنية تختلف وتلتقي على مصلحة تونس أولا وفي كل الأحوال...

lundi 6 août 2012

العنف السَّلَحْفِي، أوّلا أو آخرا، و في كل الأحوال

امرأة تونسية كادحة لم تؤم المدرسة يوما، ولكنها تعيش واقعها بعمق، وتتحدث في كل المواضيع، وتخوض  غمار السياسة، وتعبّر كغيرها من التونسيين عن تطلعاتها ومخاوفها في ما يتعلّق بحاضر تونس ومستقبلها. وقد أدركت بالبيّنة أوبالحدس أن الظاهرة السلفية دخيلة على تونس،" ما هيش متاعنا". وكانت تسمّي السلفي عندما تذكره " السَّلَحْفي " وتجمعه "بالسَّلَحْفيين" وهي بذلك أوجدت لهم "مصطلحا"  استخدمت فيه النحت بين السلفي ولِحيته، وهي سمة مميزة له. وتمّ هذا النحت عندها بالفطرة. وقد رأيته وجيها ومعبّرا، لذلك دأبت على استعماله.

وأذيّل مداخلتي هذه بعرض أشرطة توثق تحرك السَّلَحْفِيين  دون حسيب ولا رقيب، وتوثق اعتداء سَلحْفِي على الشيخ عبد الفتاح مورو بنزل القصبة بالقيروان بعد الإفطار يوم 5 أوت 2012. وقد كان الشيخ يشارك في محاضرة حول "التسامح في الإسلام". ومن أبرز الأعلام الحضور فيها  المفكر الإسلامي التونسي يوسف الصديق. ويناصب السَّلَحْفيّون هذا المفكر العداء ويدأبون على العمل على إفساد المحاضرات التي يلقيها أو يشارك فيها بالتشويش وإحداث الفوضى وبالعنف اللفظي والمادي. وهذا أمر يعرفه أولو الأمر، وتعرفه وزارة الداخلية بالتحديد. 

فلماذا غاب الأمن عن هذه التظاهرة وهو يعلم أن وجود المفكر يوسف الصديق يستجلب العنف السَلَحْفِي بالضرورة؟؟؟ وأسأل سؤالا "على الطاير"، النهضة، ماسكة الحكم وحافظة الأمن، من تريد أن تخوّف في الحقيقة بتغافلها وتجاهلها للعنف السَّلَحْفِي  وبتغييبها عناصر الشرطة في تلك الأمسية، يوسف الصديق؟؟؟ فتُسكِت صوته، أم الشّعب التونسي؟؟؟ حتى يعزف عن حضور نوع معين من الندوات الفكرية ويقاطع مفكرين معيّنين، بما أن وجودهم  يجعل المحاضرات أو الندوات تنقلب في كل الحالات إلى شغب وعنف. 

الأكيد الأكيد أن الشيخ عبد الفتاح مورو ينطبق عليه المثل " يجيك البلاء يا غافل" ، وأنه قد علق، في ذلك الحين، في قلب الصراع الدائر بين توجّهين متناقضين في فهم الإسلام: إسلام متنور معتدل متسامح وإسلام وهّابي متعصّب. وكان السّلحْفي يريد الشيخ عبد الفتاح إلى جانبه في تلك اللحظة. ولمّا فشل في إقناعه وضمّه إلى موقفه، غدره وانقلب في لمح البصرمن محاور إلى  معتدٍٍ  شرس، شجّ رأس الشيخ بكأس أدمت جبينه، وطيّر عنف الضربة العمامة من على رأسه الجليل.... وذلك هو منهج السّلَحْفِيين في السيرة والسلوك: العنف أوّلا أو في آخر المطاف، ولكن في كلّ الأحوال.


                                      لحظة الإعتداء على عبد الفتّاح مورو 6-8-2012


 أنقر هنا  لمشاهدة فيديو  الإعتداء على عبد الفتاح مورو ويظهر فيه المعتدي

أنقر هنا لمشاهدة صورة لتعليق منهج السلف الصالح بالقيروان على الحادثة

jeudi 12 juillet 2012

إنّ الصدق من دواعي الاحترام


كل يوم تسمع عجيبة ترد على لسان متحدث من حركة النهضة... سمّها فِرية أوسمّها كذبة الأمر سيان...الأكيد أن المتحدث منهم يطلق التلفيقة بكل ثقة وإصرارحتى ليتوهم خالي الذهن أن ما يقوله هو حقيقة وصواب.  لطفي زيتون وجه من وجوه حركة النهضة يذكر في كل منبر أن نصف التونسيين أو 40 بالمئة منهم  اختاروا النهضة، وهاذي نتائج الانتخابات  التي أوصلتها إلى الحكم، إذ يؤكد الرسم التالي كذب ما يدّعي
تسمع كان الشعب اختار اش اختار هاى النتائج واحد يقلك الشعب معناها 10 ملاين و واحد يقلك نصف الشعب و يمكن مدة اخرى تولى حتى شعب الصين اختار معانا
===================
https://www.facebook.com/U.P.R.anti.fetna
============================
أما ممثل كتلة النهضة في المجلس التأسيسي فزعم في حوار تلفزي أن رأسي مواجهة طغيان بن علي في تونس كانا حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل وكانا لوحديهما. وفي هذا تزوير بين للتاريخ من وجهتين، أن المتحدث جعل حركة النهضة  نِدّا للاتحاد العام التونسي للشغل، وشتان بين الثرى والثريا من حيث العراقة في التاريخ النضالي الوطني والاجتماعي، وأنه أنكر نضالات الأحزاب الأخرى والدور الفعال الذي لعبته الرابطة التونسية لحقوق الإنسان في هذه المواجهة.  أمّا الغنوشي رئيس الحركة فنعت في حديث له النهضة بأنها منظمة عريقة ونعت بالعتيد الاتحاد العام التونسي للشغل ليحدث نوعا من التساوي بينهما، والحال أنّ النعتين  ينسحبان معا  على الاتحاد العام التونسي للشغل دون غيره، فهو المنظمة الوحيدة  الصامدة التي جمعت الصفتين معا في تونس ...
وقد خرج علينا منذ يومين القائم على تحضير مؤتمر النهضة في جويلية، في قناة نسمة، يعلن ما يدل على أن حركة النهضة ليست عريقة، بل هي تبحث عن جذور طيبة تستولي عليها وتنتسب لها. فقد صرّح أن حركة النهضة هي امتداد للحركة الوطنية التي قادها عبد العزيز الثعالبي. والشيخ الثعالبي هو زعيم من زعماء الحركة الوطنية ومؤسس الحزب الحرّ الدستوري القديم، صاحب المؤلف الشهير "روح التحرر في القرآن" الذي صدر بباريس سنة 1905 وقد " كتبه ردا على بعض الاتجاهات الإسلامية من خصومه، وأظهرفيه الدين الإسلامي الحنيف في مظهر الدين المقام على أسس الحرية والعدالة والتسامح، وأقام الدليل على أن الإسلام في شكله الصحيح لا يتنافى مع المدنية الحديثة ولا يعوق التقدم، وقد تضمن ذلك الكتاب كثيرا من الأفكار الإصلاحية التي كانت رائجة وقتها، لا سيما منها المتعلقة بتحرير المرأة المسلمة... " أمر النهضاويين عجيب...!!! يبحثون عن نسب للنهضة وأصلها معروف؟؟؟  ولا غبار عليه،  فالنهضة من الإخوان. "الحركة لم تعلن نفسها في بيانها التأسيسي أنها مرتبطة بالإخوان ولم تنف ذلك أيضا. تقول بعض المصادر أن الحركة قامت على منهج وفكر الإخوان المسلمين.... كما تصنفها مصادر على أنها إخوان تونس، كما أن رئيس الحركة ومؤسسها راشد الغنوشي عضو مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين ..." ويكيبيديا .  والمراجع لشرح مرجعية الإخوان المسلمين  ومشروعهم عديدة، لكن الأكيد أن الوطنية والديمقراطية  ليستا من همومهم. وأجزم أن لا علاقة تربط جماعة النهضة بالشيخ عبد العزيز الثعالبي سوى اختيار الحركة اسم مجلة " الفجر" التي أسسها الشيخ اسما لجريدة النهضة... أما من حيث المحتوى والمستوى فلا علاقة بين النشريّتين...
وأختم قولي بأننا، نحن التونسيين، نعرف حركة النهضة متى نشأت ولِمَ نشأت وما كان مشروعها في المنطلق ولِمَ ناضلت: فهي لم تناضل من أجل الخبز والحرية والكرامة للمواطن ولا لدوافع وطنية... فلو قال منتسبوها عن أنفسهم بدأنا إخوانا ناضلنا لإقامة الدولة الدينية، لإقامة الخلافة الراشدة. وقد تورطنا أو تورط شبابنا في أعمال عنف وتفجيرات... ولكن مع الزمن تطورنا وعدّلنا مشروعنا، ونحن نسعى إلى مشاركة أبناء الوطن في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تتحقق فيها العدالة والمساواة والتنمية، عن طريق المنافسة الشريفة والشفافة، وكانوا فيما قدّموا صادقين، لكانت أحوال حكومتهم وأحوال تونس أفضل بكثير..إن  الصدق من دواعي الاحترام... لكن الحركة اتخذت ازدواجية الخطاب منهجا، والمراوغة وسيلة للتأثير والتقرب من الناس بالكذب والافتراء. والمراوغة لا تفضي إلاّ إلى طريق مسدود، وإن حبل الكذب لقصير...

dimanche 27 mai 2012

نهضنة مراكز النفوذ لا يخدم المصلحة الوطنية

ما أن شكلت حركة النهضة في تونس الحكومة الائتلافية وترأستها حتّى تلبس إبليس السلطة بها وبمنتسبيها، وتفتحت شهيتهم إلى النفوذ، فكلّما وضعوا أيديهم على شيء قالوا: هل من مزيد؟ .... طريقة عمل حركة النهضة، برأيي، تشبه بقدر كبير عمل تنظيم القاعدة- التي يُكنّ لها رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي الإعجاب، وترحّم  على زعيمها الشيخ بن لادن -  "وحدة الشعار والحرية في اختيار طريقة العمل ". كل من يجد نفسه في موقع يسعى إلى غرس نفوذ النهضة وتعزيزه. فالفاعلون فيها لا يرجعون بالضرورة إلى قيادتهم الأساسية  في كل كبيرة وصغيرة، وهذا ما يجعل عملهم أكثر سرعة وفاعلية. كل نفر منهم هو أعلم بالمحيط الذي يتحرك فيه ويعمل تبعا لذلك على تدعيم نفوذ النهضة أي على  تسريع عملية النهضنة بكل الوسائل وهو مطمئن البال لأنه مدعوم بالسلطة التي  بيد حزبه    

 ويمكن أن نتحدث عن محاولة نهضنة الثورة. فأبرز ما يحاول النهضاويون  الاستيلاء عليه هو الثورة التي لم يكن لهم يد فيها لا من قريب ولا من بعيد.  نصّبوا أنفسهم أوصياء على حمايتها وتحقيق أهدافها، وهم يبتغون في الحقيقة تدعيم نفوذهم في المجتمع. أرادوا وضع اليد على الإعلام العمومي الذي رفض إطراء حكومة النهضة وأبى إلا أن يعطي صورة عن مختلف التفاعلات الجارية في المجتمع، فطرحوا فكرة خوصصته لتدجينه أو ضربه  متّهمين إياه بالردّة وبأنه لا يخدم  أهداف الثورة . أما عن   لجان حماية الثورة التى تأسست في كل مدن الجمهورية فحدّث، فلقد تبيّن من سلوكها وممارساتها  أنها منهضنة، إذ هي في حقيقة الأمر ميليشا تابعة للنهضة تتحرك لخدمتها، فتتعرّض لرموز المعارضة والإعلام وتعتدي عليهم بالعنف كما حدث يوم 9 افريل مثلا، والاعتداءات على قناة نسمة  واستهداف قناة الحوار  بالتخريب اليوم بالذات  . وقد أخذت هذه المجموعات على عاتقها كذلك مهمة تنظيم الوقفات مساندة للحكومة والتجمهر لعزل إطارات في الإدارة التونسية ترفع في وجهها " ديقاج" لتعويضها برموز نهضاوية. ولا ينبغي في هذا السياق أن ننسى الجمعيات الخيرية التي تقارب 10.000 جمعية يدير أغلبها منتمون إلى حركة النهضة، وقد تكون هذه الجمعيات من أبرز موارد ها المالية
 
أما عملية النهضنة الرسمية فينفذها وزراء النهضة في الحكومة، والأمثلة على ذلك كثيرة منها عزل مدير مؤسسة الإحصاء الحكومية  وتعويضه بكادر نهضاوي، ومنها  عزل الولاة والمعتمدين في الجمهورية لتحلّ محلهم عناصر تنتمي إلى الحركة. ومنها تكبيل يد الأمن بالتعليمات، حتى لا يقوم بدوره كحام للجمهورية وللمواطنين  ولا يواجه مجموعات السلفيين القريبين من النهضة  والذين يروّعون الناس ويفرضون قوانينهم على المجتمع... أما في وزارة العدل فحركة التعيينات الضاربة لاستقلال القضاء والضامنة للولاء  للنهضة على أشدها...والدور في النهضنة آت على البنك المركزي الذي يتعرض  مديره لحملة مغرضة، فقد اتهمه راشد الغنوشي بالتصرّف كإمبراطور

 وأقول: أبرز ما نجحت الحركة في نهضنته رئيس الجمهورية المؤقت وقيادات حزب المؤتمر من أجل الجمهورية التي التحقت بالحكومة، أصبحوا موالي للنهضة  وتنكروا لمبادئ حزبهم ولرفاق دربهم في النضال.  وقد التزم الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي أكثر من غيره بالتسبيح بآلاء النهضة لاهجا بمحاسنها... نعتها في البداية بالحركة اليمينية وشرّع وجودها بأنّ في كل مجتمع يمين، ثمّ زحزحها نحو الوسطية وأعطاها شهادة تخرّج من مدرسته الديمقراطية، فاحتكاك النهضاويين بالمناضل المنصف المرزوقي جعلهم يتعلمون الديمقراطية.... وينسى الرئيس المفدّى في تصريحاته، بالداخل والخارج، أنه رئيس كل التونسيين فينبري مدافعا عن النهضة وحكومتها و يسعى إلى تلميع صورتها حتّى أنه شبهها بحزب الديمقراطييين المسيحيين في إيطاليا وهو تشبيه  يتبين من يعرف التاريخ أنه لا مسوّغ له... وفي تقديري أن السيّد الرئيس المؤقت يعرف أنّه سيقبض الثمن من النهضة فقد يكون هو مرشّحها قي الانتخابات المقبلة، وقد  لا ترشح منافسا له وتدعو منتسبيها للتصويت له
 
ما الغاية من عملية نهضنة الإدارة والمؤسسات والجمعيات، هذه القائمة على قدم وساق والّتي تستعجل الزمن؟ الغاية هي أن تحقق الحركة ما حققه التجمع في23 سنة في وقت قياسي: التغلغل في مفاصل الإدارة التونسية الحيوية وضرب حياديتها لضمان ولائها للنهضة ومصالحها ولتدعيم سلطتها ونفوذها، وربما ضمان نتائج الانتخابات المقبلة.  وإذا نجحت، لا قدر الله في مسعاها، فعلى حلم تداول السلطة السلام، وقد يكون تبعا لذلك المنصف المرزوقي رئيسنا الثالث مدى الحياة

.لكن... لكن جمهورا واسعا من  الشعب التونسي بمختلف شرائحة غير غافل عمّا يحدث، فقد تنبه إلى ممارسات الحركة التي تسير فيها على خطى حزب التجمع، حزب بن علي المنحل، فتوجّه بالقول البليغ إلى النهضة: "صحّة اللحية يا تجمّع"  بما يدل على نباهة وفطنة هذا الشعب فاللحية التي هي مظهر ورع لم تُعْمِ هذا الشعب عن حقيقة الممارسات والغايات. هذا، وتقوم قوى من المجتمع التونسي الحي بمواجهة عمليات النهضنة هذه، بكشفها وبالتصدّي لها، حتى أن ولايات عدّة قامت في وجه ولاتها ومعتمديها المحسوبين على النهضة الذين لم يثبتوا كفاءتهم لمواطنيهم  فوقع طردهم.  وقد صاحبت ذلك مظاهر عنف  تتحمل مسؤوليته الحكومة،  لأنّ عملية النهضنة الاستعجالية التي ترعاها لا تخدم  المواطن  ولا المصلحة الوطنية
  

dimanche 15 avril 2012

في الولدنة السياسية

إن مظاهر الولدنة في  السياسة متعددة، وأغلب  هذه المظاهر متوفرة في ممارسات حركة النهضة. والولدنة مقترنة بالكلام غير الموزون، وبقلة الخبرة، وبعدم القدرة على تحمل المسؤولية... وقد أكثر منتسبو النهضة  من التصريحات في تمجيد حركة  النهضة بالمبالغات: حركة عريقة عمرها 30سنة، راشد الغنوشي فيلسوف الثورة، 40 في المائة من التوانسة صوتوا للنهضة، نضالات النهضة...أمّا قلة الخبرة السياسية  فتبدو في إعطاء الأولوية للحسابات الضيقة، كافتعال رموز هذه الحركة لمواقف تهيّج بها أتباعها  لتشدّهم إليها، لكنها مواقف لا تخدم الوطن وتبث الشقاق والفرقة بين أبناء تونس، من ذلك تشويه وتحريف المصطلحات كالعلمانية والديمقراطية ومنها اقتراح الشريعة مصدرا  للدستور، ومنها النيل من رموز المعارضة واتهام طرف منها بالعنف الستاليني الثوري. ولأنّ كل فعل يولد  رد الفعل،لا تستقر الأمور. وذلك ليس في صالح النهضة.... الأصل أن حركة النهضة تتصرف كالأطفال، يريدون كل شيء في آن واحد . فهي  تريد أن تحكم، وفي الوقت نفسه تريد أن تؤمن لنفسها نتائج الانتخابات المقبلة، وذلك  بإبقاء أتباعها على درجة عالية من الحميّة والتأهب... ويشبه حالها هذا حال الحمار في المثل عند الفلاحين " رأسو في المخلة وقلبو  يردك  على المطمور "... فلا هو ينعم بما يأكل من المخلاة ولا هو يضمن لنفسه ما في المطمورمن علف

أما انعدام القدرة على تحمل المسؤولية فيتجلّى في أن الحكومة المنبثقة عن النهضة لم تقدر، إلى حد اليوم، أن تُقنع بأنها حكومة كل التونسيين، إذ سرعان ما ينزلق المسؤولون الحكوميون من خطاب الدولة إلى خطاب حركة النهضة، من ذلك  سخرية  وزرائها في داخل تونس وخارجها من الأحزاب الأخرى ناعتين إياها بجماعة الصفر فاصل في إشارة إلى نتائج بعض الأحزاب في انتخابات المجلس التأسيسي، ومن ذلك اتهام المعارضة بالتآمر أو العمل لإسقاط الحكومة، ومنها خفة اليد في استعمال القمع للتظاهرات... كل هذا كما يقول المثل كوم وتعنتهم في تقسيم المجتمع واستعداء الناس أحياء وأمواتا كوم ثاني . هذا بورقيبة رمز من رموز تونس والنضال ضد المستعمر وباني تونس الحديثة،  رحمه الله، ينعتونه بالمجرم السفاح عدو الإسلام، وقد أنكروا من سجلّه كل إنجاز.أما بن علي فهو طاغية، عذبهم كما يقولون وأدخلهم السجون، ولكنه يتمتع إلى حد الساعة بخيرات التونسيين المنهوبة في بلاد الحرمين الشريفين وبتغاضي حكومتهم عن جلبه إكراما لطغاة ذلك البرّ الذين أجاروه. أتباع النهضة استأثروا بالانتماء للعروبة والإسلام لا يرضون أن يتكلم باسمهما غيرهم. أما بقية التونسيين، فهم بنظرهم، إما أيتام بورقيبة، أو أزلام المخلوع بن علي، أو يساريون، كفرة فجرة،  لواطيون وعاهرات. هذا التبسيط الساذج للمشهد السياسي من قبل  الحركة الحاكمة، وهذا النزوع إلى الإقصاء والتكفيروالتخوين الذي طال حتى الإعلاميين لا يخدم مصلحة تونس ولن تنجح  به الحكومة في إدارة دفّة البلاد

 برأيي، حتى تستقر الأمور لحكومة النهضة فتشتغل بكل أريحية، هي أمام حلّين لا ثالث لهما. إما المداومة في الولدنة بوهم أنها قد تبزّ الأخرين في عملية شدّ وجذب فتنتصر على معارضيها وتنفذ أجندتها كما يحلو لها... ولن يحصل ذلك إلاّ أن ترش بالفتّاك  الآخرين الملاعين فتقضي عليهم وترتاح منهم...أو تقبُّلُ الاختلاف الذي هو سنة الحياة ورافد من روافد التصحيح والتطور... فتمدّ هذه الحكومة يدها  لبقية أبناء تونس، لمخالفيها في الرأي، في إطار إستراتيجية جديدة مبنية على الشراكة، لا على الاستعداء والكراهية.  استراتيجية تؤلف بين التونسيين،  وتركز على المسائل الأساسية التي تخص مطالب الناس، فتُخرس بذلك الأفواه وتُجفف الأقلام التي تفتقت مواهبها، في عهدها، في فنون السباب والشتيمة وفي أدبيات التقسيم والحقد

 يردك: يدق بشدّة خوفا على ما يوجد بالمطمور من علف


هذه الصورة جمعت جنبا إلى جنب صورة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وصورة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي

video
 

samedi 14 avril 2012

ميليشيا مناضلة

احتفالية تخليد ذكرى شهداء 9 أفريل 1938 في تونس قوبلت بقمع المحتفلين قمعا وحشيا طال جمعا ممثلا لمختلف شرائح المجتمع، من حقوقيين ومحامين وممثلين للمجتمع المدني ورؤساء أحزاب  ونواب للشعب في المجلس الوطني التأسيسي وصحافيين  وجرحى الثورة- من مدينة سيدي بوزيد منطلق الربيع العربي- وأناسا من عامة الشعب نساء ورجالا... المتضررون والمراقبون وشهود العيان يقدّرون أن مستوى القمع يذكّر بل يفوق ما كان يُسلّط في زمن بن علي، ويدعمهم في شهادتهم ما بُثّ على صفحات التواصل الاجتماعي من أشرطة فيديو موثقة للقمع. ذاك اليوم وسم باليوم الأسود في حياة التونسيين بعد الثورة

 ومازال هذا الحدث يثير إلى اليوم جدلا في الشارع التونسي وفي وسائل الإعلام من زواياه المختلفة، وأبرزها مشاركة عناصر مدنية إلى جانب أعوان الأمن في عملية قمع المحتفلين . لقد كانت هذه العناصر انتقائية في إعمال عصاها التي كانت تطال رموز المعارضة وكل من عُرف له موقف منتقد للحكومة أو لحركة النهضة الحزب المهيمن في الحكم، وكانت تدعم التعنيف المادي بالشتيمة بما يدل أن هذه العناصر ليست حيادية. وقد اعتبرها ضحايا العدوان من ميليشيات النهضة، في حين نفى وزير الداخلية وجود ميليشيات للحزب الذي ينتمي إليه. وقد دعم هذا النفي "الصحبي عتيق" ممثل كتلة حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي قائلا: نحن ليس لدينا ميليشيا لدينا مناضلون... وأنا أقول هذا لا ينفي ذاك، لحركة النهضة ميليشيا مناضلة تدعم حكومتها بكل الوسائل بما في ذلك الاعتداء على المعارضين

في الحقيقة لا يصعب تمييز الميليشيا من قوات الأمن، فمن بين ما يميز الشرطة النظامية  التونسية أن هراواتها عصرية مستوردة، أما هؤلاء فهراواتهم ليست يد المكنسة التى تستعملها الشرطة السودانية والباكستانية وغيرها تقشفا في النفقات، بل هي العصا الغليظة التي يعرفها الفلاحون جيدا أي مقبض الفأس أو الرفش، وذلك رغبة منهم في الأذى والتشفّي... وأختم بقولي هذا للترويكا الحاكمة: لا دمغجة ولا منع ولا قمع ولا إجراءات فوقية بعد الثورة... لقد خرج المارد التونسي من القمقم ولا سبيل لاحتوائه إلاّ بالإقناع، فأقنعوه بأدائكم، بالإنجازات، بالتشغيل، فسيصفق لكم  كما يصفق عناصركتلة النهضة لبعضهم البعض في المجلس التأسيسي، ولن يكون ذلك من باب المجاملة أو العصبية كما يفعلون، بل إعجابا بكل تأكيد
هذا الشريط بعرف ببعض عناصر الميليشيا   

lundi 26 mars 2012

الحكومة التونسية هي المساند الرسمي لتدافع المجتمع

نظرية تدافع المجتمع في تونس بشّر بها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة،  بعد فوز النهضة بنسبة مرتفعة في انتخابت المجلس الوطني التأسيسي، وعندما سئل عن نية الحكومة المنتخبة، وغالبيتها من حزبه،  تطبيق أحكام الشريعة في المجتمع التونسي كتحريم الخمر وتغيير عادات بعض التوانسة في اللباس وما إليه..أشار وقتها إلى أنهم لا ينوون فعل ذلك في القريب العاجل وأن ذلك لا يحتاج إلى قوانين، وإنما سيتم بالتدريج عبر تدافع المجتمع...والتدافع هو نظرية حكمت عبر التاريخ علاقات الدول والشعوب وتِؤدي ككل تدافع إلى غالب ومغلوب منكفئ.. وهو صراع قد يستند إلى القوة العسكرية ويؤدّي إلى احتلال فعلي لدول من قبل دول أخرى، والتاريخ ليس بخيلا بالأمثلة، أوإلى إحلال شعب مكان شعب آخر عبر صراع أوتدافع على الأرض كما هو حاصل على أرض فلسطين...وإسرائيل حققت في هذا المضمار نجاحا بترحيل الفلسطنيين إلى الشتات وتحقق في يوم الناس هذا تقدما ملموسا في دفع أصحاب الأرض  بالتضييق عليهم  وهدم بيوتهم وقضم أراضيهم... وقد يستند التدافع بين الدول خاصة العظمى في عصرنا إلى القوة الناعمة أي الدبلوماسية فتحقق بعض البلدان لنفسها دون غيرها منافع اقتصادية  في جهات من العالم تملك الثروات

وقد يكون التدافع بين مكونات المجتمع الواحد، في المجمل بين تيارين يحملان مشروعين متناقضين، مشروع حداثي ومشروع سلفي، كما حصل في التاريخ القريب، في العالم الإسلامي، على سبيل المثال في أفغانستان وفي إيران  ...  نجحت حركة طالبان التي عادت  إلى أفغانستان، في تقديرها، بشرعية دحر الاحتلال السوفياتي في دفع البلاد قرونا إلى الوراء باسم تطبيق الشريعة الإسلامية،  وأغلقت المسارح والمرافق المدنية وأوصدت المدارس في وجه البنات، وهجّرت المرأة من الشارع إلى البيت لا تخرج منه إلاّ تحت خيمة، وأقامت الحدود... ولا فائدة من التفصيل في وقائع من التاريخ الحديث...وقد حُسم التدافع أيضا في إيران لصالح الملالي بعد إطاحة ثورة الخميني الإسلامية بنظام شاه إيران الوراثي الاستبدادي العميل لأمريكا والفاسد... واستند الملالي إلى شرعية الثورة الإسلامية المنتصرة لدفع وجه المجتمع الإيراني الذي كان وقتها منفتحا على الحداثة وتغييره، فضُيّق على الحريات وعلى الفكر وعلى الإبداع والفنون، وفُرض على سبيل الذكر لا الحصر على النسوة جميعا في إيران لباس موحد يقولون عنه أنه شرعي

أما ثورة تونس فهي ثورة شعبية بامتياز ثورة المقهورين والمهمشين، ثورة الكرامة والحرية، ولم تكن لها أية قيادة حزبية أودينية...ونظرية التدافع التي بشّر بها الغنوشي لا تستند إلى أية شرعية، ولا موجب فكري أو عقائدي لها،  فأبناء تونس- أغلبهم-  موحدون تحت لواء الإسلام والسنة النبوية الشريفة والمذهب المالكي...هذا التدافع الذي دعا إليه الغنوشي، لا بارك الله فيه( أي التدافع)، ظاهره نصرة الدين وباطنه ضرب مدنية الدولة وتقويض القيم الجمهورية-التي ضحّى في سبيلها أمجاد الوطن وروّوا أرضه بدمائهم الزكية- لإرجاع تونس قرونا إلى الوراء بتدمير كل مكتسباتها الحداثية التي لا تتعارض، أصلا، مع مقاصد الإسلام السمحة... هذا التدافع غايته الحقيقية الإستيلاء على السلطة  والحفاظ عليها باسم الدين، لإقامة دكتاتورية لاهوتية على الطراز الإيراني

هذا ولقد تفاجأت الغالبية العظمى من التونسيين، بعد أيام من ثورة 14 جانفي في تونس، بظهور ما يسمّى بالتيار السلفي، طلع في البداية محتشما، ثم استفحل ظهوره ونشاطه بصعود حركة النهضة إلى سدة الحكم،.فأصبح أتباعه يتحركون في شكل قطعان،يتنادون ويتناصرون ويعتدون على حريات الأشخاص  بالعنف اللفظي والجسدي، ويعطلون المرافق الحكومية بإقامة الاعتصامات كما حدث في كلية منوبة ...حضورهم في الشوارع أصبح دائما يرفعون أعلام أسامة بن لادن السوداء وتجرّؤوا مرّة على إنزال علم تونس وتعويضه بعلمهم. يكفرون المنادين بالدولة المدنية، ويوزعون مشروع دستور دولة الخلافة... يعنفون المحتجين على الحكومة والصحافيين الأحرار وأعوان الأمن، ويشتمون النساء وينعتونهن بالوسخ وبالفجور ويضربونهن في الطريق العام... كل هذه التجاوزات حصلت في شأنها نوازل وشكايات ولكن وزارة الداخلية لم تجتهد في إلقاء القبض على أي مدّعى عليه من السلفيين


والغريب أن  نبرة المسؤولين الرسميين تتسم تجاههم بالنعومة، يبررون خروجهم إلى الشارع بما عانوه من كبت زمن بن علي،  ويصفون كل ما يقال عنهم بالتهويل. أمّا تصريحات وزير التعليم العالي  فهي تدين في كل مرّة عميد كلية الآداب وتقلل من شأن اعتصام السلفيين...وراشد الغنوشي ينظر إليهم بحنيّة مشجّعة، وقال فيهم: هؤلاء يذكرونني بشبابي...أمّا وزير الداخلية فلا يرى بأسا من تجمهرهم ماداموا لا يخلّون بالنظام، ولم يلق  أعوانه القبض على أيّ مطلوب منهم... وحركة النهضة  لا ترى بأسا في الترخيص لحزب السلفيين حزب التحريرالذي يرفع "لاءات عَشر" هي خطر على كيان الجمهورية وعلى النظام الديمقراطي المنشود، أبرزها لا للديمقراطية، لا للّائكية، لا للجمهورية،لا للانتخابات، لا لمجلة الأحوال الشخصية.... و تنظر بعين الرضى لخروجهم في مظاهرات لنصرة الدين والشريعة. بل ونرى في التظاهرات توحّدا بين قواعد الحزبين، أي السلفيين والنهضاويين

 ولقد تبيّن أخيرا بما لا يدعو للشك أن الحكومة هي المساند الرسمي للسلفيين في تحركاتهم تشجع  التدافع بينهم وبين دعاة الحداثة والتشبث بمدنية الدولة وكأنها تستعجل الحسم والنتيجة المرغوبة منها: إقامة الدولة الدينية أو الخلافة السادسة كما ورد على لسان حمادي الجبالي. وأبرز صورة لهذه المساندة ما حدث أمس الأحد عندما رخصت وزارة الداخلية لتظاهرتين في يوم واحد وفي فضاء واحد: تظاهرة للسلفيين بعنوان نصرة الدين وجعل الشريعة المصدر الأساسي للتشريع في الدستور، وتظاهرة أخرى أقامها المسرحيون التونسيون امام المسرح البلدي بتونس  بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أرادوها احتفالية يُخروجون فيها المسرح إلى الشارع ركح الحياة... وكان أن هجم السلفيون على المسرحيين وعنفوهم وطردوهم حتى انكفؤوا إلى داخل المسرح في مشاهد محزنة، ولم يأت تدخل الأمن إلاّ بعد أن وقعت الفأس في رأس المسرحيين... وأتبعت الحادثة المؤلمة ببلاغ من وزارة الداخلية في نشرة الأنباء المسائية على التلفزة الوطنية يقول إن الفعاليتين مرّتا بسلام ودون حوادث تذكر... وجاء من الغد التنديد

هذا التدافع يقسم المجتمع التونسي الذي ما عرفته شخصيا، رغم الخلافات في الأفكار والرؤى، إلا موحدا... فكرة التدافع شحنت قلوب السلفيين بالكراهية والتعصب وبغض كل ماهو حداثي ومدني، حتى لترى لهم أدمغة مغسولة مشحونة تكرر الكلام نفسه دون منطق أو مناسبة أو إبداع، تصر على فرض وجهة نظرها بكل الوسائل وعلى احتلال المساحات... والسؤال المطروح هذا التدافع أو الدفع إلى متى؟ .... إلى أين؟... هذا التدافع الذي لا مبررله كيف نقضي عليه؟ هذا التدافع الذي يراد فرضه في المجتمع ينبغي أن تُرجِّح فيه  الحداثة- التي لا تتناقض مع مبادئ ديننا الحنيف رغم جهل الجاهلين- الكفة لتوجّهاتها ، وينبغي أن يكون للمرأة الدور الأبرز  في هذه المواجهة ، لأنها المستهدفة الأساسية من قوى الردّة باعتبارها عمادا من أعمدة المشروع  الحضاري الحداثي، إذ كيفما تكون منزلة المرأة، تكون طبيعة المجتمع

 ملاحظة: فيما يلي أشرطة فيديو تبيّن على التوالي، العلاقة الحميمية بين جماهير النهضة والسلفيين/ اعتداء السلفيين على المسرحيين يوم الأحد  25مارس2012/ اعتداء سلفي على السيدة عون الأمن


video

video