بلغ عدد قتلى الاحتجاجات بتونس 25 شخصا, طبقا لتقديرات مصادر نقابية تونسية ومنظمة العفو الدولية. ومن جهتها وعدت الحكومة التونسية بإجراءات تصحيحية في مواجهة الاحتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية, وقالت إن رسالة المحتجين وصلت، وذكرت وزارة الداخلية أن عدد قتلى الاحتجاجات ثمانية.
فقد أعلنت وزارة الداخلية مقتل ثمانية أشخاص باشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين بمدن الرقاب والقصرين وتَالهْ، في حين قالت مصادر نقابية تونسية ومنظمة العفو الدولية إن عدد القتلى بلغ 25 شخصا، سقطوا برصاص الشرطة على خلفية المواجهات العنيفة المستمرة منذ أسابيع.
وقد شيع السكان أمس بعض القتلى وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب.
ومن جانب آخر أوردت مصادر نقابية في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد، أن ما لا يقل عن شخصين أحدهما امرأة قتلا برصاص الأمن أثناء تشييع جنازة، وقالت المصادر إن "اعتداء الأمن على أحد المواطنين في المدينة سبب حالة من التوتر".
وقد وصفت احتجاجات ومواجهات أمس الأحد بأنها الأكثر دموية منذ اندلاع الاضطرابات الشهر الماضي. ونقلت رويترز عن شهود أن متظاهرين أحرقوا مقر إدارة التجهيز الحكومية، وأن الشرطة استعملت خراطيم المياه وقنابل الغاز قبل أن تفتح النار بعد ذلك على المحتجين.
وبث التلفزيون الحكومي لأول مرة صورا تظهر مقار حكومية محروقة ومخربة، لكن لم تظهر أي صور للاشتباكات. كما ذكر شهود عيان أنهم رأوا عربات للجيش تدخل المدينة في ما يبدو أنه مسعى لفرض الهدوء.
وفي السياق ذاته، قال وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية سمير العبيدي إن رسالة المحتجين وصلت, وأعلن اتخاذ تدابير حكومية و"إجراءات تصحيحية", لوضع حد للاضطرابات والاحتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية.
وقال العبيدي -في مقابلة مع الجزيرة- "سنستخلص العبرة من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه، والمستقبل ستكون فيه تعديلات وتصحيحات".
وشدد العبيدي على ضرورة التفرقة بين حرية التعبير السلمي والعنف والتخريب, مشيرا إلى أن الحكومة "تتعامل بكل شفافية" مع الموقف.
كما أقر بحق الشباب في المطالبة بالوظائف وبحق التجمعات السلمية, وقال في الوقت نفسه إن الحكومة تعمل من أجل برامج تنموية استعجالية قيمتها خمسة مليارات دولار.
وفيما يتعلق بتدخل قوات من الجيش, قال العبيدي إن الهدف هو حماية المنشآت والممتلكات العامة "التي هي ملك للشعب التونسي". وأضاف أن "الجيش لن يعتدي على أحد".
وكان مسؤولون حكوميون قد تعهدوا في وقت سابق باتخاذ إجراءات إضافية, لكن تصريحات العبيدي -كما تقول رويترز- هي أول إقرار رسمي بإجراء تصحيحات وتعديلات.
من جهة ثانية, وفي أبرز رد فعل من المعارضة, طالب نجيب الشابي -وهو
قيادي بارز في الحزب الديمقراطي التقدمي- الرئيس زين العابدين بن علي
بالأمر بوقف إطلاق النار فورا، "حفاظا على أرواح المواطنين وأمنهم واحترام حقهم في التظاهر السلمي". وكان بن علي قد قال في وقت سابق إن "أعمال الشغب" تضر بصورة البلاد لدى السياح والمستثمرين، وان القانون سيطبق بحزم ضد من وصفهم بأنهم أقلية من المتطرفين.
وفي أبرز رد فعل دولي، استدعت الخارجية الأميركية قبل أيام سفير تونس لديها بخصوص تعامل السلطات التونسية مع الأحداث، وتدخلها "المحتمل" في شبكة الإنترنت الذي يتضمن تدخلا في حسابات على موقع فيسبوك.
يذكر أن شرارة الاحتجاجات اندلعت يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي من ولاية سيدي بوزيد بعد إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه "احتجاجا على تعرضه للصفع والبصق على الوجه من قبل شرطية تشاجر معها، بعدما منعته من بيع الخضر والفواكه دون ترخيص من البلدية، ولرفض سلطات الولاية قبول تقديمه شكوى ضد الشرطية". ــــــــــ

عواصم ـ وكالات ـ : تدهورت الأوضاع في تونس في اليومين الماضيين بشكل لافت للانتباه، كانت أبرز صورها سقوط قتلى وجرحى إثر تدخل الجيش بقوة للسيطرة على المتظاهرين في القصرين وبلدة تالة، القريبتين من الحدود مع الجزائر، فيما عاد الهدوء أمس الأحد إلى معظم أحياء العاصمة الجزائرية، بعد أربعة أيام من الاحتجاجات والمواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في عدد من مناطق البلاد راح ضحيتها خمسة قتلى من المتظاهرين.
وتحولت الحركة غير المسبوقة التي تشهدها تونس منذ منتصف كانون الاول (ديسمبر) احتجاجا على البطالة، في نهاية الاسبوع الى اشتباكات دامية اوقعت 14 قتيلا بالرصاص بحسب الحكومة و20 على الاقل بحسب المعارضة في بلدتي تالة والقصرين.
وقالت وزارة الداخلية في تونس امس ان ستة محتجين قتلوا في مدينتي الرقاب والقصرين ليرتفع عدد ضحايا الاشتباكات الى 14 شخص في أدمى وأعنف يوم منذ اندلاع اجتجاجات اجتماعية ضد البطالة الشهر الماضي.
وقال بيان لوزارة الداخلية 'أسفرت الاحداث عن مقتل اربعة مهاجمين بالرقاب واصابة اثنين منهم بجروح خطيرة.. كما اسفرت الاحداث التي جرت الاحد بالقصرين عن قتيلين من المهاجمين وثلاثة جرحى في حالات متفاوتة.'
وكان الوزارة اعلنت في وقت سابق عن سقوط ثمانية قتلى في القصرين وتالة خلال مواجهات جرت الليلة قبل الماضية.
واكدت المصادر ان الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب 'العدد الكبير من الاصابات البالغة' في حين ذكر نقابيون طلبوا عدم ذكر الاحد ان 35 قتيلا سقطوا بين تالة والقصرين في منطقة سيدي بوزيد.
واعلن احمد نجيب الشابي احد قادة المعارضة ان 20 شخصا على الاقل قتلوا بالرصاص في مواجهات مع الشرطة السبت والاحد في تالة والقصرين وسط غرب تونس، ودعا الرئيس زين العابدين بن علي الى 'وقف اطلاق النار فورا'.
وقال احمد نجيب الشابي الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي التقدمي (حزب معارض مرخص له) ان 'المعلومات التي تأتينا من القصرين وتالة تشير الى سقوط ما لا يقل عن عشرين قتيلا بالرصاص منذ السبت في مواجهات' كانت لا تزال مستمرة يوم امس.
واكد 'اطلاق النار على مواكب تشييع' موضحا انه حصل على معلوماته من مصادر حزبه في المدينتين.
وذكرت الحصيلة التي نشرتها الحكومة سقوط 14 قتيلا بالرصاص بين المتظاهرين منذ بدء حركة الاحتجاج في سيدي بوزيد اثر اقدام بائع خضار جوال غير مرخص له على احراق نفسه في 17 كانون الاول (ديسمبر) احتجاجا على مصادرة منتجاته.
واشارت الحكومة الى 'اصابة العديد من قوات الامن بينهم اثنان في حالة حرجة' والى ان قوى الامن استخدمت اسلحتها 'دفاعا عن النفس' عندما اراد متظاهرون اقتحام مقر محافظة تالة مستخدمين الزجاجات الحارقة والحجارة والعصي.
وصرح مسؤول حكومي طلب عدم كشف اسمه 'لا نتعامل مع متظاهرين لديهم مطالب اجتماعية مشروعة بل مع عصابات لصوص'.
الى ذلك استهدف انفجار قنصلية تونس في بانتان قرب باريس، صباح أمس الاحد مخلفا خسائر في ستارها الحديدي، على ما افادت به مصادر امنية، بينما اعتبر سفير تونس هذا 'عملا ارهابيا'.
وافاد مصدر في الشرطة عن 'انفجار صغير قبيل الخامسة صباحا (الرابعة تغ) ادى الى خسائر بسيطة على الواجهة الحديدية للقنصلية'.
واعلن مقر حاكم منطقة سين سان دني التي تقع فيها بانتان ان 'محروقات اضرمت فيها النار' قد تكون مصدر الانفجار الصغير، وان الدائرة الجنائية في الشرطة القضائية كلفت بالتحقيق.
وفي بيان مكتوب ادان سفير تونس في فرنسا رؤوف النجار هذا 'العمل الارهابي'، مضيفا ان 'التضليل الاعلامي خلال الايام الاخيرة حول ما يجري في تونس بلغ حدا جعل كل شيء ممكنا بما في ذلك هذا العمل الارهابي'.
ووصف مصدر رسمي في العاصمة تونس التفجير بأنه 'عمل إرهابي'.
وبحسب المصدر الرسمي التونسي، فإن هذا الانفجار 'جاء نتيجة للشحن الإعلامي والتضخيم الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام الأجنبية، التي أمعنت في التهويل والتضليل وابتعدت عن الموضوعية والنزاهة في تعاطيها مع الأحداث في تونس'.
وفي الجزائر عاد الهدوء أمس الأحد إلى معظم أحياء العاصمة الجزائرية، بعد أربعة أيام من الاحتجاجات والمواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في عدد من مناطق البلاد راح ضحيتها خمسة قتلى.
وقد عاشت المدن والبلدات والقرى الجزائرية اضطرابات واحتجاجات غضب منذ يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص من المتظاهرين واصابة المئات بجروح في صفوف الشرطة والمحتجين. كما تخللت الاحتجاجات أعمال تخريب ونهب طالت الممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى اعتداءات على مواطنين.
وعقد وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة أمس الأحد اجتماعا مع عدد من منتجي ومستوردي ومحولي السكر وزيت الطعام، من أجل وضع خطة سريعة للعودة بالأسعار إلى مستواها الطبيعي، وكذا بحث كيفية تطبيق القرارات التي أعلنتها الحكومة في اجتماع السبت من أجل احتواء الغضب الشعبي الذي اندلع على خلفية التهاب أسعار المواد الغذائية الأساسية.
مواقع النشر (المفضلة)